من هو الصحابي الذي كان كثير البكاء من خشية الله ؟

من هو الصحابي الذي كان يبكي كثيرا خوفا من الله؟

أحب الصحابة والتابعون الله تعالى كثيرًا ، وكانوا دائمًا يجتهدون في سبيله ، وكان كل من رفاقي يتميز عن غيره في كثير من الأمور ، لذلك اختلف الصحابة عن بعضهم البعض ، لكنهم جميعًا شاركوا محبة الله وخوفهم منه ، وهذا ما نقل إلينا عبر العصور والأجيال. .

  • ومعلوم أن الصحابة بكوا في سماع القرآن وقراءته وفي الصلاة وعند ذكر أمور تتعلق بالجنة والنار ويوم القيامة ، ولكن كان هناك رفيق معين بكى كثيرا من مخافة الله. مقارنة بباقي الصحابة.
  • وسئل السؤال: من هو الصحابي الذي كان يبكي كثيراً من مخافة الله؟ لمعرفة هوية هذا الرفيق العظيم.
    • والجواب على هذا السؤال أن الصحابي الكريم الذي كان يبكي كثيراً خوفاً من الله هو الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
  • اشتهر الصحابي أبو بكر الصديق بحنان قلبه فبكى كثيراً خصوصاً عند ذكر الله _ تعالى- رغم شجاعته وقوته إلا أنه بكى لما سمع آيات الله وتلاوتها. وبكى في صلاته ، فاحتلت مخافة الله قلبه.
  • ولهذا كان لأبي بكر الصديق مكانة عظيمة ومميزة في الإسلام ، واستدل على هذا الأمر من خلال ما نقل إلينا من السيرة النبوية الشريفة وسيرة الصحابة والتابعين.

أبو بكر

– الصحابي أبو بكر الصديق رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأول الرجال الذين آمنوا وأسلموا ، وأول الخلفاء الراشدين.

  • عُرف الصحابي أبو بكر الصديق بأنه من أهم وأبرز الصحابة في الإسلام ، حيث كان من أشرف رجال قريش ، بالإضافة إلى أنه كان مسؤولاً عن الدية.
  • كما اشتهر بحسن الخلق والصفات ، رغم أنه كان محاطًا بالعديد من الشرور والفجور ، إلا أنه كان قادرًا على إظهار الأخلاق الحميدة.
  • واشتملت حياته كلها على العديد من المناصب البارزة ، حيث شارك في عدد كبير من الغزوات ، ودعم الرسول في كثير من الأمور ، بالإضافة إلى ذلك ، أحب جميع الناس الجلوس معه.

نسب أبي بكر الصديق ولقبه ونشأته

  • هو الصحابي عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، قبل ظهور الإسلام كان يُدعى خادم الكعبة المشرفة ، ولكن بعد دخول الإسلام سماه الرسول. عبد الله ، ونسب أبي بكر يصادف نسب النبي في الجد السادس (مرة بن كعب).
  • وقد أطلق عليه الصديق لإيمانه الكبير برسول الله _ صلى الله عليه وسلم. وصدق كل ما جاء به الرسول كإيمانه بحادثة ليلة الإسراء والمعراج مثلا. واستدلت كنيته مما ورد عن أنس بن مالك عن الرسول:
"   أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ ".
  • ولقي أبو بكر أيضا باسم العتيق ، أي الأجمل ، الجميل ، لأنه كان جميلاً ، وله وجه طيب.
  • ودعي أيضا بالصاحب لما جاء في الآية 40 من سورة التوبة حيث قال الله تعالى:
" إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ".
  • أما عن ولادته ، فقد ولد أبو بكر الصديق ونشأ في مكة المكرمة ، وكان ذلك بعد عام الفيل بنحو عامين وعدة أشهر ، ويوافق هذا التاريخ السنة الثالثة لميلاد الرسول.

مواقف بكاء أبي بكر الصديق

اشتهر أبو بكر بحنان القلب ، وهذه الصفة من الصفات المحبوبة عند الله تعالى ، فإنه لا يميز بها إلا قومًا معينين من بين عباده ، ومن بين ما يدل على حنان القلب: بكاء كثير ، وكان أبو بكر الصديق يبكي كثيرا لأسباب مختلفة منها مخافة الله تعالى. إليكم عدد من المواقف التي بكى فيها أبو بكر الصديق ، وهي:

  • وكان الصحابي أبو بكر يبكي في الصلاة ، ويدل على ذلك ما ورد عن والدة المؤمنين السيدة عائشة:
" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ في مَرَضِهِ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ، قالَتْ عَائِشَةُ: قُلتُ: إنَّ أبَا بَكْرٍ إذَا قَامَ في مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ، فَقالَ: مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي إنَّ أبَا بَكْرٍ إذَا قَامَ في مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ، فَقالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: ما كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا ".
  • كما بكى أبو بكر عند سماعه القرآن الكريم ، وكذلك لما سمعه ، بسبب خوفه الشديد من الله ، فكانت آيات القرآن تلمس قلبه بلطف ، وكان يبكي في ذلك الوقت.
"  أنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: لَمْ أعْقِلْ أبَوَيَّ إلَّا وهُما يَدِينَانِ الدِّينَ، ولَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إلَّا يَأْتِينَا فيه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، طَرَفَيِ النَّهَارِ: بُكْرَةً وعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدَا لأبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بفِنَاءِ دَارِهِ، فَكانَ يُصَلِّي فيه ويَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَقِفُ عليه نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ منه ويَنْظُرُونَ إلَيْهِ، وكانَ أبو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إذَا قَرَأَ القُرْآنَ، فأفْزَعَ ذلكَ أشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ ".
  • كما بكى أبو بكر بوفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لشدة حبه له ، ودل على ذلك ما نقل عن السيدة عائشة:
" أنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَتْهُ، قالَتْ: أقْبَلَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه علَى فَرَسِهِ مِن مَسْكَنِهِ بالسُّنْحِ حتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حتَّى دَخَلَ علَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَتَيَمَّمَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُسَجًّى ببُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عن وجْهِهِ، ثُمَّ أكَبَّ عليه، فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكَى، فَقالَ: بأَبِي أنْتَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، لا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أمَّا المَوْتَةُ الَّتي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فقَدْ مُتَّهَا ".
  • كما بكى أبو بكر عند ذهابه لزيارة أم أيمن جارية الرسول بعد وفاته. روى أنس بن مالك هذا:
" قالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بنَا إلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كما كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إلَيْهَا بَكَتْ، فَقالَا لَهَا: ما يُبْكِيكِ؟ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ: ما أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أنَّ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَبْكِي أنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُما علَى البُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ معهَا ".

وفاة أبو بكر الصديق

توفي الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورضاه في السنة الثالثة عشرة للهجرة ، أي سنة 13 هـ ، إثر مرضه الشديد ، وكان عمره آنذاك 63 سنة. نفس العمر الذي مات فيه الرسول الكريم.

  • في إحدى الليالي شديدة البرودة ، استحم أبو بكر الصديق ثم أصيب بحمى ، وبسبب ذلك لم يتمكن من الخروج للصلاة لفترة يقال إنها حوالي 14 يومًا. .
  • عند وفاته طلب من رفاقه وعائلته استخدام الأقمشة القديمة في تكفينه بدلًا من استخدام أقمشة جديدة.
" كُنْتُ عندَ أبي بكرٍ حينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ ، فَتَمَثَّلْتُ بهِذا البيتِ : مَنْ لا يزالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا *** يُوشِكُ أنْ يَكُونَ مَدْفُوقًا ، فقال : يا بُنَيَّةُ ! لا تَقُولِي هكذا ، ولكنْ قُولِي : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ . ثُمَّ قال : في كَمْ كُفِّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ فقُلْتُ : في ثلاثَةِ أَثْوَابٍ ، فقال : كَفِّنُونِي في ثَوْبَيَّ هاذَيْنِ ، واشْتَرُوا إليهِما ثَوْبًا جَدِيدًا ؛ فإنَّ الحَيَّ أَحْوَجُ إلى الجَدِيدِ مِنَ المَيِّتِ ، وإِنَّما هيَ لِلْمِهْنَةِ ".
  • وعند وفاته حزن عدد كبير من الصحابة وأهل المدينة المنورة ، وحضر صلاة الجنازة كثير من المسلمين ، وكان مع إمامه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وكان حمل على المسرح الذي حمل عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان ذلك تنفيذا لوصيته ، ودفن بجانب قبر الرسول ، سأل هذا الأمر من السيدة عائشة. .

زر الذهاب إلى الأعلى