ماهي المنمنة
نوضح في هذا المقال ما هو المن؟ عبر العصور وظهور الحضارات ظهرت فنون كثيرة ، كل منها تعبر عن حضارة ، لم يجد الإنسان في تلك الحضارات أفضل من الفن للتعبير عن نفسه وإظهار مشاعره وصراعاته الداخلية ، وهناك العديد من أبناء الحضارات المختلفة والشعوب التي تميزت في الفنون لما تتمتع به من موهبة فطرية فيها ، فبدعوا واستطاعوا أن يحتلوا مكانة متميزة بين الحضارات ودرسوا أعمالهم حتى الآن ، ويعد فن المنمنمات من أبرز تلك الفنون ولكن ما هو المقصود بهذا النوع من الفن؟ في أي حضارة ظهرت؟ سنجيب على هذه الأسئلة من خلال الأسطر التالية في الحياه ويكي.
ما هو المن؟
- يمكن تعريف المنمنمة على أنها صورة محفورة موجودة في مخطوطة. إنه فن تقليدي في الدول الإسلامية وبعض الدول في أوروبا وآسيا.
- يحتوي بيت الملك عبد العزيز في العاصمة السعودية الرياض على أقدم منمنمات المدينة المنورة في العالم.
- يعود تاريخ هذه المنمنمة إلى ما قبل 500 عام ، وهي مخطوطة من المدينة المنورة تضم مجموعة من الرسوم والصور الزخرفية.
- ظهرت المنمنمات في العديد من المخطوطات الهندية والعثمانية والفارسية والبيزنطية وغيرها.
- وأعطي الاسم المنمنمات في الرسم الإسلامي ، حيث اشتملت فلسفة هذا الفن على إطار معرفي يتعامل مع الدين والكون والإنسان.
- إن أهم ما يميز فلسفة هذا التصوير هو ارتباطها بالعالم المادي والعالم الروحي للوصول إلى الكمال الذي يميز الأعمال الفنية المختلفة.
- وعندما تطورت المخطوطات التي تناقش المعرفة الأدبية والعلمية ، تطور التصوير الإسلامي.
- المنمنمات هي أهم وسيلة لتسجيل صور العادات والتقاليد والطقوس والبيئة والفن والعمارة والتاريخ في العصور الوسطى.
- توجد عدة مدارس للفن المصغر ، وهي: المدرسة المغولية ، والمدرسة البغدادية ، والمدرسة التيمورية ، والمدرسة الصفوية ، والمدرسة المملوكية ، والمدرسة التركية ، والمدرسة الهندية ، والمدرسة المعاصرة.
- وظهر دور الفنانين الإيرانيين في عدد كبير من هذه المدارس نتيجة تفاعل تجاربهم في المدرسة العباسية ببغداد ، خاصة عندما تولى البرامكة الحكم ، حيث أسس الإيرانيون مدرسة المنمنمات في العاصمة العراقية.
- كان لكل من هذه المدارس خصائصها ونشاطها الخاص ، مما أظهر كيف تطور فن المنمنمات في البلدان الإسلامية.
- في البداية ، اعتقد العديد من هذه المدارس أن فن المنمنمات مشتق من الرسومات الصينية نتيجة تأثر الرسومات بالعرق الأصفر والتفاصيل التي يحتويها المتعلقة بعادات وتقاليد وبيئة المغول.
معنى المنمنمات
- مما سبق يمكن استنتاج أن كلمة منمنمة تستخدم لوصف عمل فني ذو أبعاد صغيرة يتضمن الرسم الدقيق والتلوين.
- كلمة منمقة لوثائق مكتوبة مزينة بالصور ، أو هوامش مزخرفة ، أو خط ، وكذلك للأعمال الملونة.
- يعبر هذا المصطلح عن الصور الشخصية ذات الحجم الصغير ، والتي استخدمتها عدة مواد في الرسم والتلوين ، مثل الخشب والعظام والعاج والمعدن والورق والكرتون والجلد والعديد من المواد الأخرى.
- بمرور الوقت ، أصبح مصطلح المنمنمات مصطلحًا للرسومات الدقيقة والصغيرة التي تصف رموزًا معينة مرسومة على العاج أو النحاس أو الورق أو الأرضيات.
مدارس الفنون المصغرة
كما ذكرنا من قبل ؛ ظهرت العديد من مدارس الفن المصغر ، نوضح بعضها على النحو التالي:
المدرسة العباسية
- والمدرسة العباسية كما قال عنها الكاتب بازيل الغمري في كتابه (الرسم الإيراني) هي مجموعة من النسخ المكتوبة بخط اليد والذهبية التي زينت برسومات اهتم بها الخلفاء العباسيون وجمعوها في بغداد.
- مع تولي السلطة في الدولة العباسية ، جاء العديد من الفنانين إلى بغداد لتأسيس مدرسة البغدادي.
- لكن من المؤسف وقوع العديد من حوادث النهب لمكتبتي البخاري وسمرقند ، مما أدى إلى تدمير العديد من الآثار القيمة للمدرسة البغدادي.
- يعود الفضل إلى الفنانين الإيرانيين في تزيين القرآن الكريم في القرون الأولى للهجرة ، كما استخدموا الزخارف والنقوش الخطية لتزيين هوامش الكتب.
- وشهدت عصور السلاجقة والتيموريين والمغول تطوراً في هذه الزخارف والنقوش ، ولم يعد استخدامها مقصوراً على الكتب فقط ؛ بدلا من ذلك ، تم استخدامه في نقوش السجاد والفسيفساء.
- ظهرت في منمنمات المدرسة العباسية إحدى الفنون الجديدة وهي الرسم بالصور والقصص.
مدرسة المغول
- حافظ فن الرسم المصغر في العصر السلجوقي على هويته الإيرانية ، مما جعل فن الرسم يتطور بأساليبه التقليدية المختلفة خلال تلك الفترة.
- كما واصل الإيرانيون الحفاظ على ثقافتهم التقليدية بعد نهاية العصر السلجوقي ، وبعد دخول المغول تأثروا بشكل كبير بالثقافة الإيرانية ، لكنهم تمكنوا من إنتاج العديد من الأعمال الفنية الجديدة والفريدة من نوعها في تبريز وشيراز وميرف. .
مدرسة هرات
- هي مدرسة ظهرت في إيران بعد ظهور المدرسة المغولية ، وكانت تلك المدرسة تسمى أيضًا سمرقند والبخاري أو المدرسة التيمورية ، وهي من أبرز الأدلة على تطور فن الرسم في إيران.
- مؤسسو مدرسة هرات هم ثلاثة سلاطين خلفاء تيمور: بايسنجر وشاروخ وحسين بايغرا.
- وأصبحت تلك المدرسة من أهم مراكز جذب فناني المنمنمات.
- تركت مدرسة هيرات آثاراً في عدة كتب: كالجين لإسكندر سلطان ، وخمس نظامي ، وبستان سعدي لكمال الدين بهزاد ، وشهنامه لمحمد جركي.
المدرسة الصفوية
- مع انتقال المركز الفني في إيران من تبريز وحكم الصوفيين ؛ كانت هناك العديد من التغييرات في فن الرسم ، وأصبح الرسامون يميلون إلى الطبيعة واللوحات الجدارية.
- تأسست المدرسة الصفوية على يد رضا عباسي ، وكانت تلك المدرسة أكثر وضوحًا من مدرسة المغول والمدرسة التيمورية.
- تأثر فن الرسم في العصر الصوفي نتيجة انفتاح إيران على العالم الغربي ، وظهرت مجموعة من الآثار القيمة المتداولة في المتاحف الإيرانية والعالمية.
- هناك العديد من فناني العصر الصوفي ، أبرزهم: فرخ بك ، خواجة ناصر بن عبد الجبار استرابادي ، وميرزا محمد.
المدرسة المعاصرة
- يمكن القول أن إنشاء مدرسة كمال الملك عام 1908 كان بمثابة بداية عصر تطور الرسم المنمنمات واهتمام الفنانين الإيرانيين بالأساليب الفنية الأوروبية الحديثة.
- كان فن المنمنمات أيضًا أحد فروع مدرسة الفنون الأخرى التي تأسست عام 1930 لتشجيع الحرف اليدوية الإيرانية الوطنية.
- كان حسين طاهر زاده من أهم مؤسسي الفنون التقليدية والمعاصرة في المدرسة الوطنية للفنون ، حيث اختار الفنان هادي تجويدي ليكون أول أستاذ للرسم المصغر في المدرسة المعاصرة.
رسامو المنمنمات المشهورون
هناك العديد من الفنانين الذين برعوا وتفوقوا في فن الرسم المنمنمات ، ومن أشهرهم:
- كمال الدين بهزاد: من أشهر فناني المنمنمات الإسلامية ، وكانت اللغة الفارسية لغته الأم ، وكان بهزاد في عهد الشاه إسماعيل مديرًا للمكتبة الملكية.
- يحيى بن محمود الواسطي: من أشهر الرسامين والخطاطين في عصره ، وعرف بتميزه في فن المنمنمات الإسلامية. كان من مؤسسي مدرسة بغداد للرسم. استخدم الواسطي الحبر الأسود الممزوج بألياف الكافور المحترقة وزيت الخردل لتزيين كتاب (مقامة الحريري) بمائة منمنمة لرسوماته.
- نقاش عثمان: رسام المنمنمات الشهير في الدولة العثمانية. من خلال فن المنمنمات ، ترجم عثمان الملحمة الفارسية إلى التركية. كما أنه من رسامي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حسين بهزاد: رسام إيراني اشتهر بلوحاته المنمنمة ، وكان له الفضل في الحفاظ على فن المنمنمات من الضياع والنسيان.
- مير سيد علي: من أبرز فناني المنمنمات ، ووالده الفنان مير مسافر ، لكن موهبة الابن تجاوزت موهبة الأب ، بحسب شهادة المؤرخين.
- عمر علي راسم: صحفي وخطاط جزائري اشتهر بموهبته في فن المنمنمات ، أسس المدرسة الجزائرية للمنمنمات عام 1939.
- جان بوسل: ظهرت أعماله في بداية القرن الرابع عشر عندما برع في رسم المنمنمات العثمانية ولوحات المناظر الطبيعية.
- لوكاس هورنبوت: هو أحد الفنانين الذين أنتجوا أقدم صور المنمنمات الإنجليزية ، كما تعامل مع فن البورتريه المصغر.
- جان كلوي: كانت لوحاته المنمنمة قريبة من الرسم الفلمنكي.
وهنا وصلنا إلى خاتمة مقالتنا التي أجبنا فيها على سؤال ما هو المن؟كما أوضحنا مدارس فن المنمنمات وأشهر رسامي هذا الفن ، تابعوا المزيد من المقالات في الحياه ويكي العربية الشاملة.
