بعد استشهاد زيد بن حارثه حمل الرايه

غزوة مؤتة .. عندما حمل أحد سيوف الله الراية

معركة مؤتة وساعة الصفر

معركة مؤتة اصطف المسلمون في مؤتة ، واقتربت ساعة الصفر لأعنف معركة في تاريخ السيرة النبوية ، حيث تدفقت موجات بشرية كبيرة من الرومان والعرب المسيحيين على أرض مؤتة ، ورجال مثل جبال المسلمين. الوقوف بحزم في وجه أقوى قوة في العالم في ذلك الوقت.

وهنا ارتفعت صيحات التكبير من المسلمين ، وحمل زيد بن حارثة العلم رضي الله عنه ، وأعطى الإشارة لأصحابه ، واندفع كسهم نحو جيوش الروم ، فكان قتالاً. ما لم يشهده المسلمون من قبل.

تصاعد الغبار في ساحة المعركة في ثوانٍ ، ولم يسمع أحد سوى أصوات السيوف أو صرخات الألم ، فقط صيحات تكبيرات المسلمين ، أو بعض الآيات الشعرية الحماسية ، التي دفعت المسلمين للتضحية بالأرواح والدم فيها. من أجل رفع كلمة الإسلام.

وسفك الدماء بكثرة في أرض مؤتة ، وتناثرت أشلاء الجثث في كل مكان ، ورأى الجميع الموت مرارا وتكرارا.

استشهاد زيد بن حارثة

كانت ملحمة بكل المقاييس سقط بعدها الشهيد الأول للمسلمين البطل الاسلامي الكبير والقائد المجاهد زيد بن حارثة رضي الله عنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. سقط عليه بلا إدارة بعد رحلة طويلة من الجهاد بدأت مع الأيام الأولى لوحي الوحي.

كان -رضي الله عنه- من أوائل من اعتنق الإسلام على وجه الأرض ، ورافق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مواطن ، وكان الوحيد الذي ذهب معه إلى الطائف. راسه وسيل دمه بكثرة رضي الله عنه.

رأيناه في السنة السادسة من الهجرة يقود جماعة تلو الأخرى بجرأة عجيبة ، وكأنه يستعد لهذا اليوم العظيم ، اليوم الذي سيلتقي فيه ربه شهيد المستقبل دون تخطيط. لا أحد يبكي على زيد بن حارثة ، فهذه أسعد لحظة منذ خلقه.

استشهاد جعفر بن ابي طالب

بطل آخر ، جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، حمل الراية بعد زيد ، ذلك البطل الشاب الذي كان في الأربعين من عمره وقتها ، وأمضى معظم هذه السنوات في الإسلام ، حيث أسلم في الأيام الأولى من النداء ، وقضيت قرابة خمسة عشر عامًا في بلاد الحبشة. هاجر بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم رجع منها إلى المدينة المنورة بمحرم في السنة السابعة للهجرة.

ثم كانت هذه المعركة الضخمة ، وحمل الراية بعد سقوط أخيه في الإسلام زيد بن حارثة ، وخاض قتالًا كأنه لم يره ، وأكثر رضي الله عنه طعن الرومان حتى حاربوه.

كان -رضي الله عنه- يحمل راية المسلمين بيده اليمنى ، فقطعوا يمينه ، فحملها بيده اليسرى ، وقطعوا يساره ، فحملها الله. ترضي عنه أعضائه قبل أن يسقط شهيدًا ، لتأخذ الراية من بعده بطلاً ثالثًا ، عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – كما ورد في البخاري -: وقفت فوق جعفر في ذلك اليوم وهو ميت ، فعدته خمسين بين طعنة وأخرى. ولم يكن أي منها في ظهره “. أي لا شيء منه في ظهره. معناه انه قاتل دائما امامه ولم يهرب ولو للحظة رضي الله عنه.

ومن الميدان إلى الجنة مباشرة لا يمشي فيها بل يطير بجناحين. وروى الحاكم والطبراني بسند حسن من الرواة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت جعفر بن أبي. طالب كملاك في الجنة ، الجنة. بالدم يطير في السماء “.

وروى البخاري أيضا عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – إذا سلم ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي جناحين.

وقد استبدل الله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مكان يديه اللتين قطعتا في طريقه بجناحين يطير بهما في الجنة.

عمر جهادي طويل الأجر هو الجنة.

استشهاد عبدالله بن رواحة

حمل الراية بعد جعفر عبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه ، ذلك الشاب المجاهد الذي شارك في جميع الغارات السابقة ، وقاتل -كما ذكرنا- بسيفه ولسانه ، وكان هو الذي دفع المسلمين إلى اتخاذ قرار الحرب ، وهو الذي شاء ألا يعود إلى المدينة المنورة. بل استشهد في بلاد الشام.

حمل الراية وخاض معركة عظيمة ورائعة حتى قتل في صدره رضي الله عنه. لم يتردد كما ترددت عنه ، وكيف يتردد في من يدفع الناس للقتال ؟! ما مدى التردد في تحفيز الناس على طلب الشهادة؟ كيف يمكن لمن يأتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتردد في وضعه في قيادة هذا الجيش الكبير ؟! كيف يشهد عليه صلى الله عليه وسلم أنه شهيد يتردد ؟! ومن دعاه صلى الله عليه وسلم الثبات قبل ذلك ؟!

وهذا التردد الذي ترددت عنه الإشاعات لم يوافق عليه غالبية أهل السير ، ولم ينقله كثير من كتّابهم. لم ينقلها موسى بن عقبة في (المغازة) ، ولم ينقلها المقريزي في (التشجيع على الاستماع) ، وابن سعد لم ينقلها في (الطبقات) ، بل روى ذلك فقط. ابن إسحاق – رحمه الله – في سيرته.

وفي هذه الرواية تناقض شديد بين بداية الرواية ونهايتها. في أوله الجهاد وحافز الاستشهاد ، وفي نهايته تردد ، وهذا غير صحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى